الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.سورة الرعد: .تفسير الآيات (1- 4): {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}.شرح الكلمات: {المر}: هذه الحروف المقطعة تكتب المر ألف لام ميم را. والله اعلم بمراده بها.{بغير عمد ترونها}: العمد جمع عمود أي مرئية لكم إذ الجملة نعت.{ثم استوى على العرش}: استواء يليق به عز وجل.{وسخر الشمس والقمر}: أي ذللها بمواصلة دروانها لبقاء الحياة إلى اجلها.{هو الذي مد الأرض}: أي بسطها للحياة فوقها.{رواسى}: أي جبال ثوابت.{زوجين اثنين}: أي نوعين وضربين كالحلو والحامض والأصفر والأسود مثلا.{لآيات}: أي دلالات على وحدانية الله تعالى.{قطع متجاورات}: أي بقاع متلاصقات.{ونخيل صنوان}: أي عدة نخلات في أصل واحد يجمعها، والصنو الواحد والجمع صنوان.{في الأكل}: أي في الطعم هذا حلو وهذا مر وهذا حامض، وهذا لذيذ وهذا خلافه..معنى الآيات: قوله تعالى: {المر} الله اعلم بمراده. وقوله: {تلك آيات الكتاب} الإشارة إلى ما جاء في قصص سورة يوسف، فالمراد بالكتاب التوراة والانجيل فمن جملة آياتها ما قص الله تعالى على رسوله. وقوله: {والذي انزل اليك من ربك} وهو القرآن العظيم {الحق} أي هناك الحق الثابت، وقوله: {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} أي مع ان الذي انزل اليك من ربك هو الحق فان اكثر الناس من قومك وغيرهم لا يؤمنون بانه وحي الله وتنزيله فيعلموا به فيكملوا ويسعدوا، وقوله تعالى: {الله الذي رفع السموات والأرض بغير عمد ترونها}: أي ان الهكم الحق الذي يجب ان تؤمنوا به وتعبدوه وتوحدوه الله الذي رفع السموات على الارض بغير عمد مرئية لكم ولكن رفعها بقدرته وبما شاء من سنن. وقوله: {ثم استوى على العرش} أي خلق السموات والارض ثم استوى على عرشه استواء يليق بذاته وجلاله يدبر أمر الملكوت وقوله: {وسخر الشمس والقمر} أي ذللهما بعد خلقهما يسيران في فلكهما سيراً منتظماً إلى نهاية الحياة، وقوله: {كل يجري} أي في فلكه فالشمس تقطع فلكها في سنة كاملة والقمر في شهر كامل وهما يجريان هكذا إلى نهاية الحياة الدنيا فيخسف القمر وتنكدر الشمس وقوله: {يدبر الأمر} أي يقضي ما يشاء في السموات والأرض ويدبر أمر مخلوقاته بالاماتة والاحياء والمنع والاعطاء كيف يشاء وحده لا شريك له في ذلك. وقوله: {يفصل الايات} أي القرآنية بذكر القصص وضرب الامثال وبيان الحلال والحرام كل ذلك ليهيئكم ويعدكم للايمان بلقاء ربكم فتؤمنوا به وتعبدوا الله وتوحدوه في عبادته فتكملوا في أرواحكم واخلاقكم وتسعدوا في دنياكم واخرتكم. وقوله تعالى: {وهو الذي مد الأرض} أي بسطه {وجعل فيها رواسي} أي جبالاً ثوابت {وانهاراً} أي واجرى فيها انهاراً {ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين} أي نوعين وضربين فالرمان منه الحلو ومنه الحامض والزيتون منه الاصفر والاسود، والتين منه الابيض والاحمر وقوله: {يغشى الليل النهار} أي يغطي سبحانه وتعالى النهار بالليل لفائدتكم لتناموا وتستريح أبدانكم من عناء النهار.وقوله: {ان في ذلك} أي المذكور في هذه الآية الكريمة من مد الارض وجعل الرواسي فيها واجراء الانهار، وخلق أنواع الثمار واغشاء الليل النهار، في كل هذا المذكور {لآيات} أي علامات ودلائل واضحات على وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وحكمته وعلى وجوب عبادته وتوحيده وعلى الايمان بوعده ووعيده، ولقائه وما اعد من نعيم لأوليائه وعذاب لأعدائه، وقوله تعالى: {في الارض قطع متجاورات} أي بقاع من الارض بعضها إلى جنب بعض متلاحقات هذه تربتها طيبة خبيثة ملح سبخة وفي الارض أيضاً أي بساتين من أعناب وفيها زرع ونخيل {صنوان} النخلتان والثلاث في أصل واحد، {غير صنوان} كل نخلة قائمة على اصلها، وقوله: {تسقى} أي تلك الاعناب والزروع والنخيل {بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل} وهو ما يؤكل منها فهذا حلو وهذا حامض وهذا لذيذ وهذا سمج، وقوله: {ان في ذلك} أي المذكور من القطع المتجاورات مع اختلاف الطيب وعدمه وجنات الاعناب والنخيل وسقيها بماء واحد واختلاف طعومها وروائحها وفؤائدها {لآيات} علامات ودلائل باهرات على وجوب الايمان بالله وتوحيده ولقائه، ولكن {لقوم يعقلون} اما الذين فقدوا عقولهم لاستيلاء المادة عليها واستحكام الشهوة فيما فإنهم لا يدركون ولا يفهمون شيئاً فكيف إذا يرون دلائل وجود الله وعلمه وقدرته وحكمته فيؤمنون به ويعبدون ويتقربون اليه..من هداية الآيات: 1- تقرير عقيدة الوحي الالهي ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم.2- تقرير عقيدة التوحيد وانا لا الله الا الله.3- تقرير عقيدة البعث الآخر والجزاء على الكسب في الدنيا.4- فضيلة التفكر في الآيات الكونية.5- فضيلة العقل للاهتداء به إلى معرفة الحق واتباعه للاسعاد ولإكمال.
|